"أطباء بلا حدود" وأهوال غزة: اعتصام رمزي في بيروت
في حرب غزة، لا يستهدف الجيش الإسرائيلي المستشفيات وحسب، بل يلاحق حتى فرق الإسعاف في أحيان كثيرة. وبعد الاستهدافات المباشرة للطواقم والمنظمات الطبية، لا سيما منها منظمة "أطباء بلا حدود"، والتي كان آخرها مقتل طبيبين من المنظمة وطبيب ثالث في غارة على مستشفى العودة في غزة (حسب موقع المنظمة)، وتحت شعار "كفى- وقف دائم لاطلاق النار، الآن!" أقامت منظمة أطباء بلا حدود تحركاً رمزياً يوم الاثنين 4 كانون الأول في ساحة الشهداء في بيروت، للمطالبة بوقف فوري ودائم لإطلاق النار.انهيار النظام الصحيجاءت هذه الوقفة كجزء من دعوة دولية من أطباء بلا حدود، إثر التصعيد المتجدد الذي حصل في بداية الشهر مباشرةً بعد انتهاء الهدنة، حيث تضرر مستشفى العودة، الذي لا يزال يعمل فيه بعض العاملين من المنظمة. وهو أحد المستشفيات الوحيدة التي تستمر بالعمل في شمال غزة. يذكر أن المنظمة متواجدة في مستشفى العودة منذ عام 2018 حيث توفّر العمليات الجراحية الترميمية للبالغين وجراحة الإصابات البليغة للأطفال.
وفي ظلّ الهجوم المتواصل على المستشفيات وسيارات الإسعاف، تواجه المنظمة العديد من التحديات الميدانية، منها صعوبة الوصول للمرضى والجرحى بسبب انقطاع الوقود، وصعوبة التواصل، إلى جانب إنعدام الأمن للطواقم الطبية، وانقطاع الكهرباء والمياه بسبب نقص الوقود وبسبب الأضرار الناجمة عن الغارات، فضلًا عن الأضرار التي لحقت بمنشآت الرعاية الصحية في هجمات متعددة. "لقد انهار النظام الصحي، وفي حين أنّ بعض المستشفيات مغلقة، فإنّ البعض الآخر يعمل بموارد محدودة للغاية، وغالباً ما تكون غير قادرة على استقبال مرضى جدد". هكذا وصف أحمد الدخيري، المدير التنفيذي لأطباء بلا حدود في المكتب الإقليمي، وضع القطاع الصحي في غزة في حديثٍ لـ"المدن".المهمة المستحيلةوإيماناً منها بدور الإعلام في ايصال الحقيقة، والضغط على المنظمات الدولية والمعنيين، أطلقت المنظمة حملة في أغلب عواصم العالم تدعو من خلالها للوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في غزة. كما "طلبت منظمة أطباء بلا حدود مراراً وتكراراً توفير ممر آمن لإخلاء بعض أعضاء طاقم عمل المنظمة وعائلاتهم المحاصرين في مقر أطباء بلا حدود بالقرب من مستشفى الشفاء، للانتقال إلى جنوب غزة" بحسب الدخيري. ويضيف، أن القصف المتواصل يمنعهم من تنسيق أنشطتهم وإدارة مشاريعهم كما كانوا يفعلون قبل الأزمة الحالية المستمرة، نتيجة انقطاع خدمات الاتصال.
ويؤكد الأخير على ضرورة إجلاء المرضى، خصوصاً أولئك الذين يعانون من وضع صحي حرج والأطفال الخدّج، فالوضع الأمني يجعل هذه المهمّة مستحيلة: "إنّ الطاقم الطبي العامل في غزة منهك تمامًا ويبذل قصارى جهده في ظروف تعجيزية"، حيث لم توفّر الهدنة سوى إغاثة قصيرة الأمد. خصوصاً بعد استئناف إسرائيل للقصف العشوائي مباشرةً بعد انتهاء تلك الهدنة، مما جعل الوضع كارثياً أكثر. فلم تكن هذه الأيام السبعة كافية لتنظيم عملية تسليم المساعدات الكافية والإمدادات الأساسية لتلبية الاحتياجات التي لا حصر لها.
في السياق، سقط 4 شهداء للمنظمة في غزة حتى الآن. وعلى الرغم من الخطر الدائم، اختار بعض الأطباء والممرضين البقاء في شمال غزة، حيث يواصلون تقديم الدعم للأشخاص المصابين. ويشمل ذلك بعض المرافق التي تدعمها أطباء بلا حدود بالتعاون مع طواقم الرعاية الصحية المحلية.
وقد وثّقت منظمة الصحة العالمية 203 هجمات على مرافق الرعاية الصحية، ما أدى إلى 22 حالة وفاة و59 إصابة بين العاملين الصحيين على الأقل أثناء الخدمة. تضاف هذه الجرائم إلى غيرها من الانتهاكات لقوانين حقوق الإنسان، التي يستمرّ العدو بممارستها منذ بداية الحرب، مرهقاً القطاع الصحي، ومقصياً آخر فرص النجاة.
كلمات دلالية: غزة حدود المنظمة بلا أطباء منظمة مستشفى المستشفيات |
|
|