من البلد
ناشد رئيس منظمة أطباء بلا حدود الدولية، الدكتور كريستوس كريستو، في رسالة موجهة لأعضاء جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، بالنيابة عن منظمة أطباء بلا حدود، بذل كل ما في وسعهم لتحقيق وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في قطاع غزة، حسب ما أعلنتم في الرياض مؤخراً. مضيفاً أنه "على الحكومة الإسرائيلية أن توقف الهجمات الدموية على المدنيين الفلسطينيين وأن تسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة".وأشار كريستو إلى أن الهدنة "ليست حلاً على الإطلاق" وإن أي فترة راحة لسكان غزة هي موضع ترحيب إلا أنه وبالنظر إلى الاحتياجات الهائلة، فإنّ "هذه الأيام السبعة لم تكن كافية أبداً لتنظيم تسليم المساعدات الكافية".وأضاف كريستو أن الكلمات تعجز "عن وصف الرعب المطلق الذي تُلحِقه إسرائيل بالمدنيين الفلسطينيين إذ بها تشنّ حرباً متواصلة وعشوائية في غزة ليراها العالم أجمع".وعرض كريستو في رسالته الوضع الكارثي الذي وصلت إليه المستشفيات، حيث "أظهرت إسرائيل تجاهلها الصارخ والكامل لحماية المرافق الطبية في غزة"، مشيراً إلى اضطرارهم في المنظمة إلى اتخاذ قرارات صعبة حيث "اضطروا إلى بتر أطراف أطفال يعانون من حروق شديدة دون تخدير أو أدوات جراحية معقّمة". كذلك، وبسبب عمليات الإخلاء القسري التي قام بها الجنود الإسرائيليون، "اضطر بعض الأطباء إلى ترك المرضى وواجهوا خياراً لا يمكن تصوّره: حياتهم مقابل حياة مرضاهم. ولا يوجد أيّ مبرر معقول لمثل هذه الأعمال الفظيعة".كما أشار إلى الصعوبات التي تواجهها المنظمة بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة، بسبب "حجم الضحايا وتدمير البنية التحتية ونقص الإمدادات الأساسية مثل الوقود واستمرار العنف غير المقبول"، لافتاً إلى خسارة المنظمة ثلاثة أشخاص من طاقم عملها وإصابة الكثيرين. ولفت إلى أن فريق الطوارئ التابع للمنظمة في خان يونس جنوب قطاع غزة أفاد عن "تدفق أعداد كبيرة من الجرحى بعد القصف المكثف والغارات الجوية، بما في ذلك على مخيمات اللاجئين المكتظّة حيث يعيش الناس بالكاد على المساعدات الإنسانية الشحيحة المتاحة. وإذا لم يلقوا حتفهم بوابل من القنابل، فإنّ الأمراض المعدية والمجاعة ستقضي عليهم لا محالة".وختم كريستو رسالته بدعوة جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وجميع قادة العالم إلى "أن تكونوا جزءاً من الحل وأن تبذلوا كل ما في وسعكم لمنع المزيد من المذابح".