من البلد
أفادت صحيفة "واشنطن بوست"، بأن الإدارة الأميركية تصر على تسليم قطاع غزة إلى سلطة فلسطينية "متجددة" بمجرد انتهاء القتال هناك، مشيرة إلى أن الفكرة تبقى عديمة الشعبية، لدى السكان الفلسطينيين وحكومة الاحتلال الإسرائيلي. وتعترف الولايات المتحدة بأن تسليم السيطرة على القطاع إلى السلطة الفلسطينية من شأنه أن يخلق بعض الصعوبات، لكن هذا الخيار لا يزال "الحل الأفضل وربما الوحيد" مقارنة بالخيارات الأسوأ، وخاصة الاحتلال المباشر لغزة من قبل القوات الإسرائيلية. من جانبها، ترغب إسرائيل في إنشاء منطقة عازلة في قطاع غزة، وتصر على تمكين قواتها المسلحة من الوصول إلى أراضي القطاع. وتدعم واشنطن كذلك نقل الأمن في القطاع، من الجيش الإسرائيلي إلى قوة دولية، ربما تشكلها بعض الدول العربية. لكن إسرائيل لا توافق على سيناريو نشر قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة، في منطقة النزاع، كما أنها لا تثق في قدرة المنظمة الدولية على حماية مصالح إسرائيل. وفي الوقت نفسه، تشير الصحيفة إلى أن الدول العربية تنظر بشك كبير نحو إرسال قواتها إلى المنطقة، لأنها تشعر بالقلق إزاء الحاجة المحتملة لاستخدام القوة ضد السكان المحليين. ونوهت الصحيفة بأن مسألة إدارة قطاع غزة ما بعد الحرب، لا تزال معقدة للغاية. وتعترف سلطات إسرائيل بضرورة صياغة خطط لإنشاء إدارة للقطاع، لكن ليس لديها مقترحات محددة وتفضل أن يتم اتخاذ القرار بشأن هذه القضية من قبل طرف ثالث، حسبما أشارت "واشنطن بوست" نقلاً عن ممثلي الولايات المتحدة الذين شاركوا في المشاورات مع السلطات الإسرائيلية.وفي السياق، تعهد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعدم السماح للسلطة الفلسطينية بالعودة إلى قطاع غزة بعد انتهاء العدوان، مشيراً إلى أنه لن "يكرر الأخطاء التي ارتكبت بموجب اتفاقيات أوسلو"، بحسب وسائل إعلام عبرية. وقال نتنياهو: "لست مستعداً لخداع نفسي والقول إن هذا الشيء المعيب، الذي تم إنشاؤه بموجب اتفاقية أوسلو في خطأ فادح، يجب السماح له بحكم غزة". وأضاف أنه "كان خطأ فادحاً إعادة الشيء الأكثر عدائية في العالم العربي والعالم الفلسطيني إلى وسط أرض إسرائيل، قلب الأرض"، بحسب زعمه. وأشار نتنياهو إلى الخروج الأولي لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى تونس، معتبراً أن هذا القرار كان صائباً، وأن الخطأ الذي حدث هو السماح لها بالعودة عام 1994 عبر السلطة الفلسطينية وتحت رعاية اتفاقيات أوسلو عام 1993. وكان الرئيس الأميركي جو بايدن، ووزير خارجيته أنتوني بلينكن، أكدا غير مرة ضرورة عودة السلطة الفلسطينية إلى إدارة قطاع غزة عقب انتهاء الحرب الإسرائيلية، لكن حكومة الاحتلال المتطرفة وعلى رأسها نتنياهو يعارضون الطرح الأميركي. ويأتي الطرحان الأميركي والإسرائيلي، بناء على افتراض أن حرب الإبادة الجماعية المعلنة على قطاع غزة ستتمكن من الإجهاز على حركة حماس، في وقت يتكبد فيه جيش الاحتلال خسائر فادحة على أيدي المقاومة التي تواصل تصديها للعدوان المتواصل لنحو 60 يوما على التوالي.