من البلد
بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي عملية توغل محدودة حتى اللحظة من الجهة الشمالية لخانيونس الواقعة جنوبي قطاع غزة بالترافق مع قصف عنيف جواً وبراً لمنطقة القرارة وأحياء متعددة في خانيونس.وأفادت مصادر ميدانية ل"المدن" أن الدبابات الإسرائيلية رُصدت على طريق صلاح الدين بين دير البلح وخانيونس، حيث بلغ عددها في المرحلة الأولى 12 دبابة، وأوضحت المصادر أن مهمة هذه الدفعة من الدبابات المتوغلة تبدو استطلاعية واستخباراتية وفي سياق جس النبض واستكشاف حجم ردة فعل المقاومة، ومن ثم تحديد الأساليب للتوغل. كما تحدثت معطيات عسكرية عن أن الدبابات مزودة بأدوات استخباراتية لتحديد أماكن محتملة لوجود محتجزين إسرائيليين في منطقة خانيونس.ووفق المصادر، فإن التوغل تم من منطقة القرارة التي تُعد "رخوة" عسكرياً نظراً لعدد سكانها القليل وطبيعتها الزراعية، على وقع قصفها بشكل عنيف جواً وبراً.ضبابية.. وتوغّل مختلف؟واللافت أن جيش الاحتلال رفض الإجابة على تساؤلات لمحطات التلفزة العبرية بشأن تفاصيل التوغل البري بخانيونس، حيث اكتفى بالتأكيد العام على أن عملية التوغل قد بدأت، في حين قال المراسل العسكري لهيئة البث الإسرائيلية إن الجيش يتقصد الضبابية بشأن التوغل البري بهدف مفاجأة "حماس"، عبر محاولته اختيار الأساليب المستخدمة في التوغل، وتحديد الجهات التي يمكن أن يتقدم براً من خلالها. ودعا الناطقُ العسكري الإسرائيلي سكان أحياء في شمال قطاع غزة وجنوبه إلى النزوح من منازلهم نحو مناطق أخرى حددها في خريطة نشرها سابقاً.وبينما قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي إن العمليات في جنوب القطاع لن تكون أقل قوة من شماله، رصدت "المدن" تقديرات لمراسلين عسكريين إسرائيليين بأن الجيش ينوي تنفيذ عملية عسكرية واسعة في جنوب القطاع، لكنها ستكون مختلفة شكلاً وأسلوباً مقارنة بالتوغل البري الذي جرى في شمال القطاع؛ نظراً لاختلاف الظروف.ووفق التقديرات ذاتها، فإن قوات الاحتلال ستنسحب من عموم القطاع حينما تنتهي العملية التي لا يُعرف كم ستستغرق، وبعدها تتحول إلى أسلوب التوغلات المحدودة في القطاع عند الحاجة، بحيث تدخل لتنفيذ نشاط عسكري، ثم تخرج، وهكذا.وذكرت وسائل إعلام عبرية أن ثمة قلقاً أميركياً من تداعيات سلبية على أهداف الحرب جراء قتل عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين في عملية التوغل والقصف الجوي لمنطقة خانيونس. وقد عبر عن ذلك علانية وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن حينما أبدى مخاوفه من أن المس بالمدنيين سيحول "الانتصار التكتيكي" إلى "هزيمة استراتيجية".تطورات شمال القطاعوبالنسبة للمنطقة الشمالية، أكد شهود عيان ل"المدن" أن قوات الاحتلال انسحبت من مناطق توغلت فيها سابقاً في شمال القطاع لأسباب تكتيكية وبدعوى إتمام عملية "تطهيرها"، لكنها انتقلت إلى مناطق أخرى في شمال القطاع استعداداً لاقحامها، وخاصة مخيم جباليا والزيتون والعطاطرة ومحيط مستشفى الرنتيسي. وأعلن جيش الاحتلال في الساعات الأخيرة أنه اغتال قائد كتيبة مخيم الشاطئ في كتائب "القسام" هيثم الحواجري، كما زعم أنه "قضى على لوائين للقسام" في المنطقة الشمالية للقطاع منذ بدء "المناورة البرية".ووفق ادعاء جيش الاحتلال، فإنه اكتشف نحو 800 نفق في شمال القطاع منذ بدء العملية البرية، ودمر 500 نفق، و"تواصل طواقمه الهندسية العمل على تدمير أنفاق أخرى".في غضون ذلك، تحاول إسرائيل ممارسة ضغط سياسي ونفسي على حركة "حماس" بموازاة ضغطها عسكرياً، حيث نشرت وسائل إعلام عبرية ما وصفته "تسجيلاً صوتياً مسرباً" لرئيس جهاز الشاباك رونين بار، يتعهد فيه بالقضاء على كوادر حماس في أي مكان ولمدة سنوات، بما في ذلك تركيا وقطر. ووثقت "المدن" إفادات إعلامية إسرائيلية بأن نشر تلفزيون "كان" العبري للتسجيل الصوتي جاء بطلب من الرقابة العسكرية الإسرائيلية، وبطريقة تبدو وكأنها "تسريب"، في محاولة من تل أبيب لتضخيم الوقع النفسي الناتج عن التهديد الإسرائيلي باغتيال قيادات حماس حيثما وجدت.