التوغّل الاسرائيلي جنوب غزة..يهدد 1.8 مليون فلسطيني
أضاء إعلان قوات الاحتلال الاسرائيلي عن اطلاق عملية عسكرية برية في جنوب قطاع غزة، على مصير مئات آلاف الفلسطينيين الذين لجؤوا الى تلك المنطقة، بأوامر اسرائيلية سابقة لاخلاء شمال القطاع، حيث تهدد العملية الاسرائيلية مصير هؤلاء.
وتشير صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية الى إن 80 بالمئة من سكان قطاع غزة، أُجبروا على مغادرة منازلهم منذ اندلاع الحرب في 7 تشرين الاول/أكتوبر.
وحسب الصحيفة الأميركية، فإن ما يصل إلى 1.8 مليون نسمة غادروا منازلهم ونزحوا الى مناطق داخلية أخرى، في ظل استئناف الحرب، الجمعة، بعد هدنة مؤقتة استمرت 7 أيام.
ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد، بعد أن أصدرت إسرائيل أمر إخلاء جديد، السبت، لمناطق في جنوبي القطاع، الذي "لم يشهد مثل هذا القدر من النزوح الداخلي في مثل هذا الوقت القصير"، كما تقول الصحيفة ذاتها.
وكان الجيش الإسرائيلي قد قسم الأراضي الصغيرة المكتظة بالسكان في قطاع غزة إلى 2300 تجمع سكني، يطلق عليه "بلوك". ويأمر حاليا سكان التجمعات المستهدفة عبر الرسائل النصية القصيرة، بالإخلاء قبل ضربها.
ويضم قطاع غزة مئات الآلاف من الفلسطينيين على ترك منازلهم، لكن خبراء اللاجئين قالوا إن الحرب الحالية "غير مسبوقة بالنسبة لعدد النازحين داخل القطاع"، الذي تبلغ مساحته 365 كيلومتراً مربعاً.
وكانت إسرائيل قد أمرت سكان شمالي قطاع غزة بالنزوح للجنوب في بداية الحرب، مما جعل المناطق الجنوبية متكدسة بالناس. ومع منع إسرائيل لمعظم سكان غزة من المغادرة وازدحام الملاجئ بأضعاف طاقتها، يقول عمال الإغاثة الإنسانية إنه "لا يوجد مكان آمن للذهاب إليه" مع استمرار القتال.
ويوجد ما لا يقل عن 14 ملجأ حكومياً وأممياً داخل منطقة الإخلاء الجديدة التي أعلنت عنها القوات الإسرائيلية السبت. وسجلت هذه الملاجئ أكثر من 68 ألف نازح حتى 28 نوفمبر.
وقال يوسف هماش، مسؤول المناصرة في المجلس النرويجي للاجئين، الذي فر من منزله شمالي غزة في منتصف تشرين الاول ليقيم مع أكثر من 40 شخصاً من أقاربه بمنزل مكون من غرفتين في خان يونس: "الناس ينامون في الشوارع والأرصفة دون أي وسيلة للحماية". وأضاف: "يحاول الناس في الملاجئ إقناع أنفسهم بأن الوضع أكثر أمانا من التواجد في الشارع". وتابع: "كان الوضع من قبل لا يمكن تصوره، والآن يريدون نقل الناس مرة أخرى".
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن معظم ملاجئها تضم 4 أضعاف طاقتها الاستيعابية على الأقل، وغير قادرة على استيعاب المزيد من الأشخاص.
والأحد، دعا جيش الاحتلال الإسرائيلي سكان أحياء المحطة، والكتيبة، وحمد، والسطر، وبني سهيلا ومعن في البلوكات 36، 54-38، 221-219، للانتقال إلى ملاجئ النازحين المعروفة في أحياء الفخاري والشابورة والزهور وتل السلطان.
وتحذر المنظمات الإنسانية من أن الملاجئ، حتى في الجنوب، ليست محمية من القتال. وأفادت الأمم المتحدة في 23 نوفمبر بأنه منذ بداية الصراع، قُتل ما يقدر بنحو 191 شخصا في الملاجئ وأصيب 798 آخرون.
كلمات دلالية: غزة الملاجئ سكان قطاع الحرب إسرائيل هذا الى |
|
|