من البلد
تظاهر آلاف الإسرائيليين، مساء السبت، في تل أبيب، من بينهم محتجزون سابقون في قطاع غزة جرى إطلاق سراحهم، وعائلات آخرين، لمطالبة حكومتهم بإطلاق سراح بقية المحتجزين. وهتف المتظاهرون في صوت واحد "كلهم الآن"، مطالبين الحكومة بالعمل على إطلاق سراح 137 أسيراً محتجزاً ما زالوا في غزة بشكل فوري، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية. وخلال التظاهرة، تم عرض سلسلة من المقاطع المصورة تحدث فيها عدد من المحتجزين المفرج عنهم. وفي أحد المقاطع قالت يافي أدير (85 عاماً)، التي أطلق سراحها أخيراً: "أتوسل بملء الفم إلى صناع القرار، أطلقوا سراح الأطفال، أخرجوا الجميع، الأمر ليس سهلاً ليس بالنسبة لهم أو لعائلاتهم". وانتهت عند السابعة صباح الجمعة بتوقيت فلسطين، هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة قطرية مصرية، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني. ووفق موقع "تايمز أوف إسرائيل" الإخباري، فإن اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت شهد "إطلاق سراح 105 مدنيين من أسر حماس في غزة، بينهم 81 إسرائيلياً، و23 مواطناً تايلاندياً، وفلبيني واحد". وأضاف أن إسرائيل تقدر وجود حوالي "137 رهينة محتجزون الآن في غزة".تخلي عن الأسرىوالأحد، نقل المحللون في الصحف الإسرائيلية ادعاءات إسرائيل بأن استئنافها الحرب على غزة، الجمعة، سببه أن حركة حماس أرادت إجراء تعديل على صفقة تبادل الأسرى، وطلبت الانتقال إلى مرحلة تبادل الأسرى كبار السن، بدلاً من الإفراج عن 15 رهينة إسرائيلية من النساء والقاصرين. لكن المحللين اتهموا القيادة الإسرائيلية بالتخلي عن الأسرى في غزة وبانها باتت تشكل خطراً على حياتهم. وكتب الصحافي في صحيفة "هآرتس"، جدعون ليفي، أن "تفجير المفاوضات والعودة إلى حرب بشكل كامل، هو إعلان واضح حيال سلم أولويات إسرائيل، التي تعالى الاشتباه بها منذ البداية أنها تفضل الحرب على تحرير المخطوفين". وأضاف أنه باستئناف الحرب "لا تشكل إسرائيل خطراً على حياة المخطوفين، وإنما تحبط المحاولات لتحريرهم". من جانبه، أشار المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، إلى أنه باستئناف إسرائيل الحرب "يوجد إنذار مزدوج. الأول، إنذار إسرائيلي لحماس، أنه طالما سلاح الجو يقصف في خانيونس، بالإمكان وقف هذا القصف والعودة إلى المفاوضات ووقف إطلاق النار. ولكن عندما تدخل الدبابات إلى الميدان سيكون من الصعب جداً العودة إلى الوراء. والإنذار الثاني، وضعه الجيش أمام كابينت الحرب، وهو أنه عندما يمنح الكابينت الضوء الأخضر لعملية برية سيكون من الصعب جداً على الجيش الإسرائيلي أن يوقفها". واعتبر برنياع أن "لا يوجد نقاش على أنه يجب أن تتلقى حماس ضربة تسلبها قدراتها. والجيش الإسرائيلي لا يمكنه أن يتجاوز معقل الإرهاب في خانيونس. لكن انتصاراً لن يكون هنا. ومن المفضل خفض التوقعات والتوجه بأسرع ما يمكن إلى عملية الإشفاء والترميم، وإعادة المخطوفين قبل أي شيء آخر".